الوحدة 2 الأسبوعان 7 و 8
مكون التواصل الشفهي
النص السماعي الأول:
مجال المواطنة والسلوك المدني
حصتان ثلاثون دقيقة لكل حصة
دَرْسٌ في المُواطَنة
وَدَّعَ عَلِيٌّ" أُمَّهُ أَمامَ بِابِ الْمَدْرَسَةِ، وَانْطَلَقَ مُسْرِعاً
في فِناءِ مَدْرَسَتِهِ، وَهُوَ فَرْحَانُ بِلِقَاءِ أَصْدِقَائِهِ، فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِن الْمَوْسِمِ الدَّرَاسِي الْجَدِيدِ.
وَجَدَ "علي" أَصْدقاءَهُ، تَجاذَبَ مَعَهُمْ أَطْرافَ الْحَديثِ، وحكى لَهُمْ عَنْ عُطْلَتِهِ أَيْنَ قَضَاهَا، وَبَيْنَمَا
كانوا يسيرون وسط ساحَةِ الْمَدْرَسَةِ، أثار انتباه "عَلِيَّ" مَنْظَرُ لَمْ يُعْجِبُهُ، فَتَوَقَفَ وَخاطَبَ أَصْدِقَاءَهُ:
- انظروا إلى ساحَةِ الْمَدْرَسَةِ، فَقَدْ ذَبَلَتْ أَزْهارُها وَيَبسَتْ أَشْجارُها الْتَفَتَ إِلَيْهِ صَدِيقُهُ وائِلُ قَائِلاً:
- نَعَمْ، هَذا صحيح، وجُدْرانُ الأقسامِ أَيْضا مُتَّسِحَةٌ وصباغتُها باهِتَةٌ ومُتَقَشّر ...........
.. لَا شَأْنَ لَنَا بِهَا ، أَهِيَ بَيْتُنَا ؟ هَيَا نَلْعَبْ.
دَقَ جَرَسُ الْحِصَّةِ الأولى، فَاتَّجَه "علي" إلى قِسْمِهِ،
وجَلَسَ عَلى مَقْعَدِهِ الْخَشَبِي قُرْبَ النَّافِدَةِ. وَفَجْأَة نَهَضَ
منزعجاً ما هذا؟... كانَ الْمَقْعَدُ يَتَحَرَّكُ ويُحْدِثُ صَوْتاً غريباً ، والشَّمْسُ تَخْتَرِقُ النّافِذة بِأَشِعَتِهَا الْقَوِيَّةِ، وَتَحُولُ دونَ
رُؤْيَةِ مَا كُتِبَ عَلَى السَّبُورَةِ. سَأَلَ عَلِيُّ الْأَسْتادَة فَاطِمَةَ:
. لِماذا أَصْبَحَتْ مَدْرَسَتُنا مُهْمَلَةً هكذا ، وكثيرُ مِنْ أَشْيَائِهَا مُتَهَالِكَةٌ وَمُخَرَّبَةٌ.
ابْتَسَمَتِ الْأَسْتاذَةُ، وَشَرَحَتِ الْأَمْرَ لِعَلِيٍّ بِصَوْتٍ
هَادِئ.
- مَنَ الطَّبِيعِي أَنْ تَتَعَرَّضَ الْمُمْتَلَكَاتُ إِلى التَّلَفِ بِمُرورِ الْوَقْتِ وَكَثْرَةِ الإِسْتِعْمالِ وَالْإهمالِ وَالتَّخْرِيبِ، وَمَعَ الْعِنَايَةِ بِهَا،
سَتَظَلُّ جَيْدَهُ وَسَنَسْتَمْتِعُ بِهَا لِوَقْتِ أَطُولَ.
تَذَكَّرَ وائِلُ كَيْفَ كَانَ هُوَ وَأَصْدِقَاؤُهُ يَقْفِرُونَ فَوْقَ الْمَقاعِدِ، وَيَتَعَلَّقُونَ بِسَتائِرِ الْقِسْمِ ، وَيَقْطِفُونَ الْأَزْهَارَ، وَيَكْسِرُونَ الْأَشْجَارَ
بِالسَّاحَةِ فَشَعَرَ بِالْحَجَلِ مِنْ هَذَا السُّلوكِ.
سَأَلَتْ هُدى أُسْتاذَتَها لِماذا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ بِإِصْلاحِ هَذِهِ الْأَشْياءِ؟ رَدَّتْ عَلَيْهَا الْأَسْتاذَهُ بِلُطْفِ قَائِلَةً:
- عَلَيْنَا . يَا هُدى أَنْ نَسْأَلَ أَوْلاً عَمَّا يُمْكِنُ أَنْ نَفْعَلَهُ، في سَبيلِ الْحِفاظِ عَلى مُمْتَلَكاتِ مَدْرَسَتِنا، وَإِصْلَاحِ مَا تَخَرَّبَ
منها .
قَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ فَهِمْنا قَصْدَكِ أُسْتاذَتي... سَنَقومُ بِمُبادَرَةٍ، سَتُعْجِبُكِ، بَعْدَ أَنْ نَنْتَهِيَ مِنَ الْحِصَّةِ.
اجْتَمَعَ عَلِي" بِأَعْضاء نادي البيئَةِ وَوَضَعوا مشروعاً لِتَزيين الْمَدْرَسَةِ، فَاتَّصَلوا بِجَمْعِيَّةِ أُمَّهَاتِ وَآبَاءِ وَأَوْلِياءِ التَّلاميذ
لِمُساعَدَتِهِمْ، وَهَكَذَا رَتَّبوا أُمورَهُمْ وَقَسَّموا الْمَهامَ بَيْنَهُمْ، وَفِي الْغدِ انْطَلَقَتْ وَرشَةُ الْإِصْلَاحِ بِمُشَارَكَةِ الْجَمِيعِ فَأُصْلِحَتِ
الْمَقاعِدُ والطاولاتُ، وَرُكبَتْ سَتائِرُ نَوافِذِ الْقِسْمِ، وَغُرِسَتِ الْأَزْهارُ وَالْأَشْجارُ في ساحَةِ الْمَدْرَسَةِ، وَصُبِغَتِ الْجُدْرَانُ وَزُيِّنَتْ
بالرسوم الْجَميلَةِ، وَأَصْبَحَتِ الْمَدْرَسَةُ فِي حُلَّةٍ جَديدَةٍ.
صاحَ عَلِيُّ: لَقَدْ كَانَ يَوْماً رائعاً، رَسَمْنا فيهِ جَمِيعاً أَبْتِسَامَةً عَلَى وَجْهِ مَدْرَسَتِنا.
هديل عليم مدرسة من ؟ سلسلة البيت الأخضر ،
دار الشروق، مكتبة الأسرة، القاهرة 2008/2009،(بتصرف)
تعليقات
إرسال تعليق